رحل شهر رمضان

رمضان
رمضان

انقضى شهر رمضان ورحل عنا تاركا فراغا رهيبا ولوعة الشوق في قلوبنا، هذه المرة بالنسبة لي شعرت بحزن شديد لفراقه وتمنيت لو أن أيامه امتدت وساعاته تباطأت، ربما ﻷنني أدركت معانيه الحقيقية أكثر من السابق واستشعرت لذة العبادات،ففي العشر الأواخر من رمضان كنت كأنني في مضمار السباق بدلت كل جهدي لأصل لخط النهاية، راجية من الله أن يتقبل مني الصيام والصلاة وسائر الأعمال.
في صغري لم أكن اعرف المعاني الحقيقية لشهر رمضان،ما كنت اعرفه هو الامتناع عن الأكل والشرب فقط،و الجلوس على مائدة الإفطار عند آذان المغرب،وانتظار ليلة القدر المباركة، لأن هذه الليلة لها طقوس مميزة، و يستجاب فيها الدعاء،وكنا نسمع أن في ليلة القدر تفتح أبواب الجنة فكانت أعينننا لا تفارق السماء آملنا أن تفتح لنا أبواب الجنة.
يرحل رمضان ويأتي العيد، وتغمر الفرحة قلوب كل المسلمين، ومن مظاهر الفرحة اللباس الجديد،والتكبيرات والتهليلات التي تنبعث من مساجدنا قبل أداء صلاة العيد والحلويات المختلفة أشكالها التي تزيين موائدنا ، وتبادل التهاني والتبريكات بين الأهل والأحباب.
كانت فرحة العيد في الصغر بالملابس الجديدة التي كنا نضعها بجنبنا قبل النوم، وقضاء نهاره ذهابا وإيابا بين الأهل والجيران مع الأقران والحصول على بعض المال وشراء الألعاب.
لكن اليوم فرحتي بالعيد فرحة بلوغ شهر رمضان، وفرحة على توفيق الله على ما تيسر لي من العبادات والطاعات، وفرحتي أن بلغني العيد وأتا وأهلي في صحة جيدة.أتمني أن يعيده علينا سنين عديدة.
ودعنا رمضان وفرحنا بالعيد، لكن أبواب الخير لا تغلق ويفتح باب اخز للطاعات والعبادات فلا ينتهي موسم حتى يليه موسم آخر، و صيام ست أيام من شوال بعد رمضان من مواسم الخير لقوله صلى الله عليه وسلم“ من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر “رواه الإمام مسلم في صحيحه.
وكان السلف الصالح يدعون الله أن يتقبل منهم الصيام والصلاة وسائر الأعمال ستة اشهر بعد رمضان،وكان ذلك بمواصلة العبادات والطاعات والإكثار من الذكر،ماذا عنا؟ كيف نحافظ على ما حصدناه في رمضان؟ ولا نكون كمن جاء ذكرها في القران الكريم “وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) سورة النحل.
لنجعل من رمضان بداية الانطلاق ونواصل مسيرتنا في الطاعات والعبادات، فلا نهجر مساجدنا ولا نترك مصاحفنا للغبار ولا ننسى فقراؤونا ولا ذوي أرحامنا.ونسأل الله -عز وجل- أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يتقبل منا القليل، ويتجاوز عنا الكثير.

مقالات مشابهة:

كيف نستغل شهر رمضان الكريم؟

رمضان يجمعنا

الكاتب: anissane77

إنسان عربي منفتح على العالم، مهتم بالثقافة و العلوم. أحب القراءة و الكتابة و التعلم.

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ